جوانا فرحات
المركزية- عام ثان من الشغور الرئاسي انقضى وبدأ الثالث. عامان لم ينتخب ممثلو الشعب خلالهما رئيسا لجمهورية لبنان على رغم المآسي والويلات والانهيارات والحرب والقتل والدمار. عامان لم يحركا ساكنا في نفوس المسؤولين مباشرة عن منع الانتخاب لا قبل الحرب الاسرائيلية على لبنان ولا بعد ان دكت تل ابيب مدنا وقرى وسوتها بالارض واغتالت قيادات حزب الله واركان القيادة في اعمق الأنفاق. عامان بحت اصوات كل الدول والمجتمع الدولي مناشدة انتخاب رئيس والانصياع الى مصالح لبنان بعيدا من املاءات الخارج، ولكن...لا حياة لمن تنادي.
غريبة هي التبعية لمحور وتغليبها الى اقصى الدرجات على مصلحة الوطن . والاغرب غسل ادمغة فريق واسع من اللبنانيين واقناعهم بأحقية قضية لا تمت الى لبنان بصلة، والاستشهاد من أجلها، ولأجلها يُمنع على لبنان انتخاب رئيس انقاذي.
كل ذلك يجري فيما الدول الكبرى تحاور عن لبنان وتفاوض عنه من اجل وقف اطلاق نار وتنفيذ قرار اممي يشكل مخرجاً، كان للمفارقة حتى الامس القريب يُخوّن من يطالب وينصح بتطبيقه كي لا نصل الى ما وصلنا اليه، ولكن...
ترقب: وفي انتظار ما ستنتهي اليه لقاءات المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين والمسؤول في البيت الابيض بريت ماكغورك في تل ابيب اليوم حيث اجتمعا برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، بدا ان الرهانات الاميركية على التوصل الى وقف لاطلاق النار على الجبهة الاسرائيلية اللبنانية، تراجعت اليوم، حيث قالت مصادر مطلعة لـ"سي أن أن": المسؤولون الأميركيون يشكّكون في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية. واعتبرت المصادر أن "مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان ستتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة".وأوضحت أن هناك شعورا داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم، لكن واشنطن تظل مع ذلك متمسكة بإرسال مبعوثين كبار إلى المنطقة لمناقشة احتمالات إنهاء الحرب.ونقلت "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم نتنياهو ناقش مع هوكشتاين وماكغورك اتفاقاً لوقف إطلاق النار في لبنان.